يتأسف الجميع ويتحسر عند سماع خبر وفاة عائلة أو شخص جراء وقوع حادث حريق في المنزل الذي يقطنونه، فنتمنى أنه لو كان كذا ما وقع الحريق ولو كان هكذا لاستطاع أفراد العائلة الخروج من هذا المأزق ولو قام الشخص بهذا الفعل لاستطاع النجاة هو وعائلته، أمنيات تمنيناها جميعًا كانت بمثابة تبرير منا لإنقاذ هؤلاء الأشخاص من الموت، لكنها وللأسف دائمًا تأتي متأخرة وذلك بعد وقوع الحادثة. ومن هذا المنطلق ترغب صفحة الأمن في تسليط الضوء على أهم إجراءات الأمن والسلامة التي يجب أن تتوافر في المنازل والشقق والتي تسهم في تقليل ومنع وقوع حوادث الحرائق المميتة.
إجراءات الأمن والسلامة في المنزل إن حرائق المنازل من الأمور التي يمكن تجنبها والتخفيف من آثارها، وذلك باتباع متطلبات السلامة التي تنصح الدفاع المدني بتوفيرها في المنزل، حيث تعمل الإدارة العامة للدفاع المدني على ألا تمنح التصريح بتوصيل التيار الكهربائي لأي مبنى أو منشأة قبل استيفاء جميع متطلبات الحماية والسلامة التي يتم توضيحها للقائمين على هذه المشاريع منذ البدايات الأولى لتقديم الخرائط الهندسية، كما تكمن الخطورة في الفلل والمنازل بصفة خاصة حيث لا يوجد إشراف عليها، مما يستوجب توفير أجهزة الإنذار عن الحريق ككاشف الدخان الذي يتوافر في الأسواق بأسعار زهيدة وفي متناول الجميع. وفي حال توفير هذه الأجهزة فإنها تشيع مناخًا من الأمان والثقة عند حدوث الحريق؛ لأنها تعمل كجهاز إنذار أول في حال حدوث الحريق في المنزل لا سيما في فترة الليل وخلود الأسرة للنوم، حيث من المعلوم أن حاسة السمع هي من الحواس التي جعل الله عز وجل فيها خاصية العمل في جميع الأوقات بما فيها وقت النوم، وبديهي أن أصوات الإنذار الذي تطلقه أجهزة كاشف الدخان ستكون كفيلة بأن تكون خط الإنذار الأول لإشعار من في المنزل بحدوث الحريق سواء كان ذلك في فترة الصباح أو القيلولة أو في فترة الليل، وعليه فإن الجميع سيكون متأهبًا ومحتاطًا للتعامل مع الحريق منذ بداياته الأولى، الأمر سيكون له الأثر الإيجابي على التقليل من التلفيات والأضرار الناجمة من الحريق وسيحول ذلك دون حدوث وفيات أو إصابات بالأرواح أو أضرار بالممتلكات. وإن من مميزات توفير أجهزة كاشف الدخان أنها تعمل ببطاريات عادية متوافرة في جميع الأسواق، وأن هذه الأجهزة تطلق أصواتًا في حال قرب نفاذ البطارية لاستبدالها بأخرى جديدة، وأنها تعمل في حال انقطاع التيار الكهربائي. وتسعى الإدارة العامة للدفاع المدني دائمًا بالتعاون مع الإدارة العامة للإعلام والثقافة الأمنية إلى توعية الجمهور من المواطنين والمقيمين وكذلك زوار المملكة بأهم إجراءات الأمن والسلامة في مختلف الأماكن سواء في المنازل أو السيارات أو في الشارع وكذلك في البحر، وذلك من خلال مختلف وسائل الإعلام كالصحافة والتلفاز والإذاعة والمواقع الإلكترونية، وكل ذلك من أجل توفير أقصى درجات الأمن والسلامة للجميع وحتى لا تقع الحوادث والحرائق التي يروح ضحيتها أناس أبرياء لا ذنب لهم بذلك، أو إنهم قد قصروا في اتخاذ أمور واحتياطات قد تكون بسيطة لكن نتيجتها كبيرة ومفيدة، وهنا يأتي دور التأكيد على توعية وإرشاد الجمهور بمخاطر الاستهانة أو الإهمال باتخاذ تلك الإجراءات وعدم اقتناء بعض الأجهزة الصغيرة التي تقدر مبالغها بدنانير معدودة، خاصة وإن الأرواح لا تقدر بثمن.
مسببات الحرائق ويجب على الجميع معرفة مسببات الحوادث والحرائق الرئيسة، وهي غالبًا ما تكون بسبب توصيلات الأسلاك الكهربائية الرديئة والتي يجب عدم الاستهانة بها، ثم موقد الغاز وأسطوانته وسخان الماء والمدفأة، فجميع تلك الأجهزة عادة ما تكون هي المسببات الرئيسة للحرائق في المنازل والمساكن، وبالإمكان تفاديها بأكبر قدر عندما يتخذ أفراد المنزل الحيطة والحذر عند استخدام تلك الأجهزة، فبداية يجب على رب المنزل عدم العبث بالأسلاك الكهربائية ويفضل طلب شخص متخصص أو مؤسسة كهربائية، وذلك لضمان أن جميع توصيلات الأسلاك الكهربائية في وضعها الطبيعي والمناسب، والابتعاد قدر الإمكان عن الاجتهادات الشخصية أو جلب أشخاص يتقاضون أجرًا زهيدًا، حيث إن ذلك لا يعد ذكاء بل إنذارًا بوقوع كارثة في أي وقت. كما أن بعض التوصيلات والأجهزة الكهربائية رديئة الصنع تصبح محلاً للخطر فبعضها عندما يزيد عمر استخدامها تتلف وتنصهر ثم تحترق، وطبعًا لا ننسى التأكد من سلامة وصلات أنبوب الغاز وعدم تسربها، وإبعاد الأطفال عنها قدر الإمكان وإغلاقها ليلاً، أما سخان الماء فيجب أن يكون ممتلئًا دائمًا بالماء في حالة اشتغاله وأن نجري له الصيانة الدائمة حتى لا يتلف وينفجر، كما أنه من المهم عدم توصيل أكثر من مكبس كهربائي مع استخدام المدفئة حيث إنه يجب أن توصل لوحدها لأنها تتطلب قوة كهربائية قوية، ويفضل دائمًا القيام بعملية فحص توصيلات الأجهزة الكهربائية خاصة القديمة منها، وفي حالة الشك في وجود تلف أو خلل يجب الاستعانة بالفنيين أو المتخصصين الكهربائيين. كما إن هناك مخاطر أخرى يجب أن يلتفت إليها الوالدان في المنزل مثل الأدوات الحادة كالسكين ومسببات الحريق كأعواد الثقاب والشموع، بالإضافة إلى إبعاد الكراسي والطاولات عن المنافذ حتى لا يتسلقها الأطفال ويقفزون منها، وكذلك وضع قفل يدوي لأبواب الحمامات وليست المفاتيح، إذ إن عادة ما يلعب بها الأطفال ويقومون بقفل الباب عليهم.