السخان القاتل الصامت في المنازل كيف تحمي أسرتك من مخاطره؟
– اختناق أسرة كاملة بالبحيرة أثناء النوم بعد تسرب الغاز.. ومصرع عروسين في الدقهلية لنفس السبب
– استشاري صدر: غاز أول أكسيد الكاربون المتسرب من السخانات يسبب تهيج للأغشية المخاطية بالأنف ويؤدي إلى تلف خلايا المخ
– «سموم الإسكندرية»: 2.43% من إجمالي 10 آلاف حالة سنويًا.. نسبة الحالات المصابة بتسمم الغازات
– و«خبير سلامة» يؤكد: ضبط الحرارة عند 60 % «ضرورة».. وهذه روشتة التعامل السليم مع الجهاز
مع دخول فصل الشتاء تزداد حاجة الإنسان إلى الماء الساخن في جميع الأوقات للاستحمام أو غسل الملابس والأواني، لذلك ازداد الطلب على شراء أجهزة السخانات الذي تحول إلى قنبلة موقوتة قد تتسبب في قتلك أو قتل أفراد عائلتك، حيث شهدت الفترة الأخيرة حوادث اختناق للكثير من مستعمليه نتيجة تسرب الغاز، وحصد عشرات الأرواح، منهم عروسان لم يمر على زواجهما سوى أيام، وأسر كاملة، انتهت حياتهم نتيجة تسرب الغاز واستنشاقه أثناء نومهم واختناقهم بالبطئ.
حوداث اختناق
أخر تلك الحوادث كانت بالأمس، حيث اختنقت أسرة كاملة بدمنهور في محافظة البحيرة، بعدما أصيبوا بالاختناق إثر استنشاقهم للغاز من سخان الحمام أثناء النوم، وتم نقل المصابين مستشفى دمنهور التعليمي للعلاج.
وانتقلت الأجهزة الأمنية لموقع الحادث، وتم إخطار الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور وشركة الغاز لاتخاذ شؤونها، وتبين إصابة كل من «سامح كمال بطيشة ٤٦ سنة وزوجتة مروة عبد المنعم عمارة ٣٥ سنة وأولادهما محمد سامح بطيشه 11 سنه باختناق شبرا، وفرح سامح بطيشه ٩ سنوات»، ونجاتهم من الموت بإعجوبة بسبب تسرب الغاز من السخان أثناء نومهم.
مصرع عروسين
وفي الشهور الأخيرة من عام 2019 الماضي، لقي عروسان مصرعهما، بعد ساعات من زفافهما داخل شقتهما في قرية سنتماي بمحافظة الدقهلية، إثر اختناقهما بغاز السخان.
وتلقى اللواء محمد حجي، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من العقيد نبيل بندق، مأمور مركز شرطة ميت غمر، يفيد بمصرع عروسين، إثر اختناقهما بالغاز، وانتقلت مباحث المركز إلى مكان الواقعة، بقيادة الرائد أحمد فريد، رئيس مباحث المركز، وبالفحص تبين مصرع كل من عمرو الهواري، 27 سنة ضابط، وزوجته ريمان حافظ 24 سنة، مختنقين داخل شقتهما.
وكشف مصدر أمني أن أسر العروسين اكتشفا مصرعهما بعد ساعات من الحفل، فيما أكد تقرير مفتش الصحة أن الوفاة بسبب استفكسيا الخنق ولا يوجد شبهة جنائية، وأمرت النيابة العامة بالتصريح بالدفن.
«بوابة أخبار اليوم» ناقشت الخبراء حول السخانات ومخاطرها، وكيفية الحد من أضرار تسرب الغاز منها حفاظًا على الأراوح.
الرأي الطبي
في البداية، قال الدكتور عصام المغازي، استشاري الصدر، إن غاز أول أكسيد الكاربون المتسرب من السخانات، عديم اللون والرائحه يسبب تهيج للأغشية المخاطية بالأنف ويؤثر على جميع أجهزة الجسم، ويؤدي إلى تلف خلايا المخ مما يؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الذهنية والعصبية، موضحًا أنه للحماية من حوادث سخانات الغاز والكهرباء، ومنها تركيب السخان من قبل المختصين، والتأكد من صلاحية صمام الأمان، الثرموستات، القاطع الحراري، لمبة البيان، مؤشر قياس الحرارة.
وكشف «المغازي» أن من المهم فصل الغاز عن السخان في حال انقطاع الماء، ووضع سخانات الماء في أماكن مفتوحة، وكذلك إجراء الصيانة الدورية للسخان بمعرفة الفني المختص، وعدم التدخين في الحمام، وعدم فتح المصباح الكهربائي في حالة شم رائحة غاز مع توفير التهوية لتجدد الأكسجين.
وشدد على أنه لتجنب ذلك ينصح المختصون بعدم شراء سخانات غاز إلا من شركات معتمدة تراعي عوامل الأمان في السخانات وكذلك بضرورة تركيب السخان من قبل الشركة المصنعة، ناصحًا المواطنين بأنهم عند دخولهم للنوم عليهم التأكد من غلق صمام إسطوانة البوتجاز أو محبس الغاز لزيادة الأمان واتقاء أي تسريب، لافتًا إلى أنه عند الشعور بتسرب غاز يجب تهوية المكان جيدا وغلق مصدر الغاز وعدم شرب السجائر، ونقل المصاب سريعا إلى مركز علاج التسمم.
كما أكد على أهمية أن تكون الغرفة الخاصة بالتركيب جيدة التهوية مع مراعاة مكان خروج المدخنة، وأن يكون مستوى رؤية الشعلات عند مستوى الرأس، وأن السخان عن مصدر تيار كهربي، وإحكام مدخنة السخان وعدم وجود تسريب للعادم وتنظيف مستمر للمدخنة، وعدم وضع السخان فى مكان به تيار هواء يطفئ الشعلات أو يتسبب في عدم احتراق الغاز بصورة جيدة، مع تركه رأسيًا، والتأكد من ان ضغط الغاز يعمل علي 30 مللي بار، فضلًا عن الصيانة الدورية له من متخصصين.
وسائل الأمان
فيما حذرت الدكتورة مها غانم، المشرف على مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من خطر استنشاق «القاتل الصامت»، وهو غاز أول أكسيد الكربون والمتسرب أثناء استعمال السخانات الذي يأتي من السخانات وذلك في أثناء الاستحمام أو عمل البخار المغربي داخل المنزل، وكذلك البوتاجازات وبعض وسائل التدفئة في مكان مغلق عديم التهوية، مؤكدة على ارتفاع عدد الحالات المصابة بالتسمم منه.
وذكرت «غانم» في بيان لها، أن عدد الحالات المصابة والتي استنشقت الغاز بلغ نحو 65 حالة خلال 3 أيام، مشددة على أنه يجب التوجه إلى مركز السموم في حالة الإصابة بالتسمم بالغاز، حيث يشعر الشخص بصداع أو غثيان وإغماء وتشنجات وصعوبة في التنفس، وتزداد نسب الإصابة به في موسم الشتاء نتيجة استعمال السخانات التي من الممكن أن يتسرب منها أول أكسيد الكربون.
وأكدت المشرف على مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أن نسبة الحالات المصابة بتسمم الغازات وصلت إلى 2.43% من إجمالي 10 آلاف حالة سنويا، مشددة على ضرورة فتح النوافذ والأبواب سريعا ونقل الحالة إلى المستشفى.
التعامل السليم مع السخان
وعن قواعد التعامل السليم مع السخان، كشف خبير في السلامة والصحة المهنية مصطفى مفتاح، أن السخان يعتبر سلاح ذو حدين، نستخدمه لتدفئة المياه أثناء فصل الشتاء غير أنه سلاح مدمر قد يدمر منازل ويقتل أسر كاملة، موضحًا أن من المهم الاعتماد على أجهزة جيدة الصناعة وغير رديئة لأنها تتلف سريعًا وتسبب كوارث.
وقال «مفتاح» ، إن هناك قواعد مهنية يجب على كل أسرة أن تتبعها للتعامل مع هذا الجهاز، تبدأ من عزل السخان تمامًا عن المياه، لأن ملوحة المياه تؤدي إلى تآكل للمعدن الخارجي للإسطوانة الخاصة بالسخان فيحدث تلامس بين السلك الداخلي والمياه فتتكهرب المياه وتحدث الكارثة، لافتًا إلى ضرورة الالتزام بالاستخدام الآمن حتى لا يحدث ضغط بخاري داخل السخان وتسرب البخار خارجه ما يؤدي لانفجاره.
وشدد الخبير في السلامة والصحة المهنية بضرورة عدم رفع مؤشر التسخين إلى النهاية عند ضبط السخان، حيث تُغلي المياه بسرعة ويصاحبها بخار كثيف مما يؤدي إلى الاختناق، ناصحا بأن يكون ضبط الحرارة عند 60 % على أقصى تقدير.
وتابع: صمامات السخان السفلية والعلوية هي المسئولة عن تسرب بخار الماء عند ارتفاع ضغط البخار داخلها ولكن إذا تم انسدادها نتيجة ترسب الأملاح على جدار المواسير ستؤدي لكارثة، وهذا يظهر عند فتح الصنبور، فجأة تجد خروج بخار الماء ذات صوتا عاليا في البداية قبل خروج الماء، مؤكدا أنه ليس شرط عمل صيانة كل فترة للسخان لأن الأهم هو شراء سخان جيد الصناعة، ناصحًا بإتباع تلك الخطوات حفاظًا على صحة وسلامة مستخدميه في كل بيت مصري.