نفوق 12 ألف كتكوت في البحيرة بسبب ماس كهربائي

حرائق مروّعة نتيجة الإهمال| نفوق 12 ألف كتكوت في البحيرة بسبب ماس كهربائي.. 8346 حادثة شهدتها مصر بنفس السبب خلال 2023.. وخبراء يطالبون بتوفير ضوابط الأمن والسلامة بالمناطق التجارية والصناعية

على الرغم من البرودة الشديدة التي تشهدها محافظات مصر في فصل الشتاء، إلا أن درجات الحرارة ارتفعت بشكل كبير في محافظة البحيرة، وذلك في أعقاب اندلاع حريق مروع داخل مزرعة دواجن في عزبة المشاية بمركز بدر، الأمر الذي خلف وراؤه خسائر كبيرة، حيث أسفر الحادث عن نفوق 12 ألف كتكوت في عمر 20 يومًا، وكالعادة جاء المتهم “ماس كهربائي”، حيث أظهرت التحقيقات الأولية أن سبب الحريق كان اشتعال ماس كهربائي داخل المزرعة.

 

 

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة لرجال الحماية المدنية، حيث تمكنت من إخماد الحريق والسيطرة عليه قبل انتشاره إلى المباني المجاورة، إلا أن هذا لم يمنع من تكبد أصحاب المزرعة لخسائر فادحة، وبخاصة في ظل ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، ولعل الخسارة الحقيقية هو عدم الالتزام بتطبيق إجراءات الأمن والسلامة المهنية.

 

 

الحرائق في مصر بالأرقام

 

 

وبحسب أحدث تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن حوالي 11% من حوادث الحريق تقع بسبب الإهمال بواقع 4991 حادثة خلال 2023، فيما تسبب الماس الكهربائي في 8346 حادثة بنسبة 18.4% من إجمالي مسببات الحريق.

 

 

ويؤكد جهاز الإحصاء أن حوادث الحريق عـلى مستوى الجمهورية تراجعت بشكل كبير لتبلغ 45 ألفا و435 حادثة عام 2023، مقابل 49 ألفا و341 حادثة عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 7.9%.

 

 

وبحسب التقرير المعنون بـ”التقرير السنوي لحوادث الحريق في مصر عام 2023″، فقد تم تصنيف الحرائق وفقا للحالة الجنائية، حيث يأتي الحريق العارض في المرتبة الأولى لحوادث الحريق بـ10137 حادثة بنسبة 22.3%، يليه الحريق بسبب الإهمال بـ4991 حادثة، بنسبة 11% خلال عام 2023.

 

 

وعن أهم المسببات الرئيسية للحريق، هي النيران الصناعية “أعقاب السجائر، وأعواد الكبريت، ومادة مشتعلة، وشماريخ” بـ14174 حادثة بنسبة 31.2%، الماس الكهربائي أو الشرر الاحتكاكي بـ8346 حادثة بنسبة 18.4% من إجمالي مسببات الحريق.

 

 

وجاءت المباني السكنية في المقدمة لأماكن حدوث الحرائق بـ17 ألفا و804 حوادث بنسبة 39.2%، يليها الأرض الفضاء “القمامة والمخلفات” بـ 17 ألفا و106 حوادث بنسبة 37.6% من إجمالي حوادث الحريق.

 

 

وعلى مستوى المحافظات، جاءت محافظة القاهرة في المقدمة بالنسبة لحوادث الحريق بـ5993 حادثة بنسبة 13.2%، يليها محافظة الجيزة بـ3925 حادثة بنسبة 8.6%، وفي المرتبة الأخيرة جاءت محافظة شمال سيناء بـ137 حادثة وبنسبة 0.3% من إجمالي حوادث الحريق.

 

 

وعلى مستوى شهور السنة، سجل شهر مايو المرتبة الأولى لحوادث الحريق على مستوى شهور السنة بـ5067 حادثة بنسبة 11.2%، يليه شهر يونيو بـ4365 حادثة بنسبة 9.6%، وأخيرًا شهر ديسمبر بـ2671 وبنسبة 5.9% من إجمالي حوادث الحريق.

 

 

 

 

وبلغ عدد المتوفين من ضحايا حوادث الحريق 239 متوفيا عام 2023، مقابل 203 متوفيين عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 17.7% عن عام 2022، بلغ عدد المصابين 812 مصابا عام 2023، مقابل 855 مصابا عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 5% عن عام 2022.

 

 

خبراء يطالبون بتوفير إجراءات الأمن والسلامة في المناطق التجارية وأماكن العمل

 

 

في هذا السياق، دعا الدكتور تامر عبدالله شراكي، استشاري السلامة المهنية، إلى تعميم ثقافة الالتزام بتطبيق إجراءات الأمن والسلامة المهنية، لأنها أصبحت الضمانة الرئيسية للحفاظ على الأعمال وضمان عدم تعرضها للدمار سواء بسبب الحرائق أو بسبب الإهمال.

 

 

وقال “شراكي ” في تصريحاته لـ”البوابة نيوز” إن تطبيق إجراءات الأمن والسلامة ومتابعتها بشكل دوري، لأن التفتيش والمتابعة يضمن عدم التعرض للحوادث بشكل مفاجئ، بالإضافة على ضرورة الاهتمام بتدريب وتأهيل العاملين في أماكن العمل لأن ذلك يعد ركيزة أساسية لتحقيق النجاح في العمل وتحقيق التنمية والتطوير في المجتمعات، مشيرا إلى أن من أسرار نجاح المجتمعات الغربية هو اهتمامهم بالسلامة في المقام الأول عند الشروع في إقامة أي مشروع.

 

 

وتابع: “أصحاب الأعمال والتجار والصناع يجب أن يضعون صوب أعينهم تحقيق إجراءات الأمن والسلامة وتوفير التوعية اللازمة من خلال المتخصصين في هذا المجال من أجل الحفاظ على أعمالهم”.

 

 

من جهته، وضع اللواء نادر نعمان مساعد وزير الداخلية للدفاع المدني الأسبق، وخبير الأمن والسلامة المهنية، مجموعة من النصائح والإرشادات من أجل تفادي وقوع حوادث الحريق ومن أبرزها الحريق بسبب الماس الكهربائي.

 

 

وقال “نعمان” في تصريحاته لـ”البوابة نيوز” إن الماس الكهربائي مسؤول عن نسبة كبيرة من حوادث الحريق ومن هذا المنطلق يجب العمل على ضرورة الاهتمام بتركيب توصيلات كهربائية تتناسب مع الجهد المستهلك والتيار، كما يجب التأكد من مطابقة جميع الأسلاك الكهربائية للمواصفات القياسية وأحمال التيار، والعمل على تركيب قواطع التيار وهي مفاتيح فصل تلقائية في حال زيادة حمل على الشبكة.

وتابع: “أية منشاة تجارية أو صناعية وكذلك أماكن العمل يجب أن توظف فني أو مهندس كهرباء للإشراف على تركيب توصيلات الكهرباء، وكذلك في المباني السكنية والعقارات الضخمة التي أصبحت السمة الغالبة لمعظم محافظات مصر، لذلك يجب أن تكون الأسلاك الكهربائية تتوافق مع الأحمال فلا يصح أن تكون أسلاك الإنارة مثل أسلاك التكييف؛ ٦ مللى على الأقل، كما دعا إلى ضرورة  توافر طفاية حريق بودرة ١٢ كيلو على الأقل في التجمعات الكبيرة وأماكن العمل والعبادة، كذلك يجب أن يتوفر الوعى الوقائى من الحرائق لكي يتم استخدام هذه الأدوات مثل طفاية الحريق بكفاءة يمكن أن تجنبنا وقوع الكوارث”.

المصدر :” البوابة نيوز “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X