نيران الحرائق ترفع حرارة الجو قبل فصل الصيف

نيران الحرائق ترفع حرارة الجو قبل فصل الصيف.. 4 حوادث تدق ناقوس الخطر في آخر 48 ساعة.. وخبراء: العنصر البشري السبب في 80% من حوادثها.. وتطبيق قواعد السلامة المهنية “استثمار في التنمية المستدامة”

 الإثنين 11/مايو/2020 – 01:59 م

البوابة نيوز

 خالد الطواب
على الرغم من أن الظروف المناخية جعلتنا لا نشعر بحرارة الصيف حتى الآن إلا أن نيران الحرائق التي اندلعت في عدد من محافظات مصر رفعت من درجات حرارة الجو وحولت مناطق سكنية وصناعية إلى بقاع ملتهبة.
نيران الحرائق ترفع
ولعل ساعات قليلة تفصلنا عن آخر حريق ضمن سلسلة من الحرائق وقعت في المناطق السكنية والصناعية خلال اليومين الماضيين، حيث سيطر رجال الحماية المدنية على حريق داخل شقة سكنية في منطقة الهرم دون إصابات، وذلك بعد ساعات قليلة من اندلاع نيران كثيفة في سيارة محملة بالمواد البترولية في منطقة العاشر من رمضان.
العناية الإلهية كانت حاضرة حيث أنقذت شجاعة قائد الحافلة منطقة العاشر من رمضان بعدما أبعد الحافلة المحملة بأكثر من 38 ألف لتر خارج محطة الوقود لينقذ المجاورة 46 الملاصقة لمحطة الوقود من كارثة محققة.
ومن الشرقية إلى الإسكندرية، حيث سيطرت الحماية المدنية بالإسكندرية على حريق نشب في مصنع أحبار بمنطقة برج العرب غرب الإسكندرية، حيث اندلعت النيران داخل مصنع للأحبار ومواد طباعة بالقطعة رقم 30 بلوك 19 بالمنطقة الصناعية الثالثة بمدينة برج العرب الجديدة، لتثبت المعاينة الأولية والفحص حدوث ماس كهربائي وهو ما تسبب في الحادث.
وبالعودة من الإسكندرية إلى مدينة 6 أكتوبر، حيث واصلت النيابة العامة تحقيقاتها في الخسائر التي لحقت بمصنع كرتون اشتعلت النيران بداخله، وتمكنت الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، من السيطرة على حريق اندلع داخل مصنع كرتون في مدينة 6 أكتوبر، بعدما انتقلت 18 سيارة إطفاء إلى المكان، وقام رجال الإطفاء بمحاصرة النيران المشتعلة بالمكان وإخماد الحريق بالكامل دون وقوع أي إصابات.
روشتة لتفادي المخاطر
وتؤكد إدارة الحماية المدنية، إنه خلال فصل الصيف تتزايد الحرائق، لوجود مجموعة من الأخطاء التى يرتكبها قاطنى الشقق والعقارات السكنية، تؤدى إلى اندلاع الحرائق خلال ارتفاع درجات الحرارة، منها عدم وجود فتحات تهوية سواء في الشقق أو داخل المخازن التى تحتوى على مواد قابلة للاشتعال.
وتشدد الإدارة استعمال أسلاك كهربائية مقلدة لا تتحمل الضغوط وتؤدى لنشوب حرائق بسبب الماس الكهربى، بالإضافة إلى الأحمال الزائدة، بسبب تشغيل أجهزة التكييفات والأجهزة الكهربائية، وتخزين مواد سريعة الاشتعال بجوار مصدر حرارى.
وتشير الإدارة إلى أن هناك أخطاء متكرر للحرائق منها كثرة اللجوء لوصلات الكهرباء العشوائية التى تؤدى للحرائق، والتدخين عند الشعور بالنعاس وعدم التأكد من إطفاء السيجارة، وترك الشموع أو أعواد  الكبريت في متناول الأطفال، واستخدم الماء في حرائق الزيت المشتعلة، واستخدام أعواد الكبريت لاختبار تسرب الغاز، والأفضل استبداله بالصابون.
نيران الحرائق ترفع
وتوضح الإدارة، أن السكان تهمل التأكد من سلامة البوتاجازات داخل المنازل وإحكام القفل لمنع التسرب، وأعمال صيانة فرن البوتاجاز لمنع أى تسرب غاز، كما يمنع قيام الأطفال بالعبث بأسطوانات الغاز ويجب إبعادهم عن المطبخ بالكامل مع تدريبهم على عملية الإخلاء في حال وقوع الطوارئ، وضع أعواد الثقاب في أماكن مرتفعة لضمان عدم وصول الأطفال إليها.
ولفتت الإدارة، أن إخطار تسرب الغاز حدوث انفجارات كبيرة، بسبب تفاعل الغاز مع الهواء المنتشر فيه غاز الأوكسجين الذى يساعد على الاشتعال، وقد يؤدى إلى تلف في الأرواح والممتلكات، ولكى يتم تجنب جميع المخاطر هناك إرشادات وتعليمات يجب اتباعها للوقاية من مخاطر الغاز، منها التأكد من أن التوصيلات الخاصة بخراطيم الغاز الطبيعى جديدة وليست قديمة، حتى لا يحدث أى تسرب.
التوعية بالسلامة المهنية
خبراء الأمن والسلامة المهنية طالبوا بضرورة نشر ثقافة التوعية بأهمية تطبيق إجراءات الأمن والسلامة المهنية، مؤكدين أن السلامة المهنية أصبحت ضلع أساسي في أي نشاط اقتصادي في الدول المتحضرة.
وفي هذا السياق، أكد المهندس سيد فتحي، خبير الأمن والسلامة المهنية، إنه من الواجب على المستثمر في أي نشاط اقتصادي أن يضع في حسبانه أمن وسلامة مشروعه ضد المخاطر، من أجل المضي قدما في نجاح خطوات إنشاء هذا النشاط الاقتصادي. 
العنصر البشري المتهم الأول 
وأضاف “فتحي” أن معظم دول العالم سبقتنا في وضع أسس السلامة المهنية ضمن الاشتراطات الأساسية للموافقة على إنشاء الأنشطة الاقتصادية المختلفة بداية من الأنشطة التجارية وحتى الأنشطة الصناعية والتكنولوجية، ولذا فإن وضع احتياطات لأمن وسلامة المنشآت وتطبيق احتياطات الوقاية والسلامة أصبح ضلع أساسي في البدء بالمشروعات المختلفة.
وقال خبير السلامة المهنية إن أسباب الحوادث وبخاصة الحرائق أصبحت معروفة لدى معظمنا، والتي تبدأ من نقص الكوادر القادرة على التعامل مع الطوارئ والأزمات وصولا إلى الإهمال أو الأخطاء البشرية، مشيرا إلى أن ٨٠ ٪ من الحوادث تحدث بسبب تصرف غير آمن من أحد أفراد العمل.
نقص المفتشين 
أما الدكتور تامر عبدالله شراكي، استشاري السلامة المهنية، فيرى أن مصر لديها فجوة كبيرة في التفتيش على المنشآت الاقتصادية من مصانع ومتاجر ومراكز تجارية وغيرها، والسبب يكون في نقص أعداد المفتشين الأمر الذي يعني انعدام الرقابة على بعض المنشآت مما يحفز وجود مخالفات تتسبب في وقوع الحوادث والكوارث.
وأضاف “شراكي” أن القصور في المتابعة والتفتيش ليس وحده السبب في الحوادث، بل أن غياب الوعي حول السلامة المهنية يعد من أبرز الأسباب وراء وقوع الحوادث، ومن هنا نقول أن الاستثمار في السلامة المهنية هو استثمار في التنمية المستدامة وضمان نجاح أي نشاط اقتصادي، ومن هنا يجب أن نرفع من مستوى وعينا بالأمن والسلامة المهنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *